16 juin 2006

مقتطفات من قصيدة في صحة الوطن


مقتطفات من قصيدة في صحة الوطن

للشاعر عبد الرحمن يوسف



يقول الشاعر عبد الرحمن يوسف في بداية هذه القصيدة:

"هذه القصيدة ليست مذهبي أو وجهة نظري في المهازل التي تحدث في أوطاننا، وأغلب ما فيها مجرد رصد لما يحدث، وانعكاساته على الإنسان البسيط، لذلك لا مجال لاتهامي بالعمالة للأجنبي أو الفسق فضلاً عن الإلحاد!. وكل ما في القصيدة من تعبيرات مقصود متعمد، حتى الأخطاء اللغوية، التي هي نتيجة لتأثير الخمر على الشارب المسكين.!





الكأس الأولى:

نَعــُدُ الكــؤوس على مهلنــا

ونشــرب خمــراً فـدا أرضِنا


ونزرع في الحقـل جهـداً جهيداً

لتــورقَ أحيــاؤنـا سوسنــا



وتـلك الحرائـق شـبت بأرضـي

نُنـَظــِّفُ في حــرِّها معـدِنـَا



جواب السؤال ... وضوح مضـيءٌ

أنا ... مــن يسائلُنـي مـن أنـا!



نَعثدُ الكـؤوس ... ونشرب خمـراً

لننصــر في يومنــا موطِنـا !







الكأس الثانية:

رداءُ الحكومــةِ نِعْــمَ الرداء !

ومــن يَتَعَـرَّ يـذوق الشقــاء



وجـودي وكـل عذابـات عمـري

لأرضـي أراهـا قليـل العطــاء



أعيــش بظلمــة "بـار" مضيءٍ

وضوءُ الظـلام ... ظلام الضيـاء



أنا مـالكُ النفـطِ في جوف أرضي

ومـالك أرضـي ... وكل السمـاء



أنا عاشق الشعب ... والشعب يشدو

لأرضـي بكـل فنــون الغنــاء



وإن زارني البــرد حين شتـائي

رداء الحكومـة ... نِعْـمَ الـرداء







الكأس السابعة:

"وتنميةً" قالوا .. فقلتُ: "بِرَنقِيـعُ" !

أتنميةٌ والحال بطشٌ وترويـــعُ ؟



وقلتُ: "إلى خلـفٍ تسير دروبُنـا"

وقالوا: "للاستثمارِ في أرضنا تشجيعُ"



وقالوا: "بأنَّ المـال للكـلِّ دائمـاً"

فقلت: "نصيبُ الكلِّ ذلٌ وتجويــعُ"



وقالـوا على ما قلتُ: "كذِبٌ مؤكدٌ" !

وقلت على ما قيلَ: "غشٌ وتخديعُ" !







الكأس الثالثة عشر:

لَـعَــنَ اللـهُ السياســـهْ !!!
وقصـــوراً للرئاســــهْ !!!



ساكـــنُ القصــرِ دوامـــاً

أكثــرُ النــاسِ نجاســهْ !!!



كــلُّ مـا فيــه غبــــاءٌ

مـا بــهِ أي كياســــهْ !!!



وإذا قيـــلَ: "شَريــــفٌ"

قلـتُ: "أكثر الناس خساسـهْ" !!







الكأس الخامسة عشر:

حيـــاتي عِِشتُهــــا مُــرَّهْ
ودربـــي كُلّـــُهُ عثـــرهْ



شَـهَـقتُ الحُـلمَ من صــدري

ومــا أخـرَجتُـــهُ زَفـرهْ !



حكومــــاتٌ تُضاجعنــــي

وتسـرِقُـــني على غِــــرَّهْ



بكــارةُ قلبــــيَ المســكيـ

ـنِ تنـــزِفُ قطـرةً .. قطـرهْ



و وَعـدُ الُيْســرِ بعــد الـعُسْـ

ـرِ لـــم يَـصْـدُقْ ولا مَــرهْ



وطبــــعُ الحـــاكمِ الجبَّــا

رِ سفـــاحٌ لــهُ خِـبْـــرهْ



ولـــم أطمـــعْ بــهِ خيـراً

فحسبـــي أتقــــي شـرَهْ !







الكأس الثامنة عشر:

كُــنْ أميــراُ ... فَتُمْـــدَحُ !

أو بَغِيِّـــــاً ... فتربـــحُ !



كــُن رئيســاً ... أو خادمــاً

لرئيـــــــسٍ يُذَبِّــــحُ !



فيــه تُزجـــى قصائــــدٌ

ولــه النــاسُ سَبَّحــــوا !



قـد غـدا – رغـم قتلِنــــا –

باسمـــهِ الكـــلُّ ينبـــحُ !



وَصْفُـــهُ – بعــد ذبحِنــا –

عبقـــريٌ ... ومصلـــحُ !!!