30 juin 2006

رسالة الى وزير التربية و التكوين بصفته و شخصه

تونس في 30جوان2006
مفدمة لا بد منها:
" و اعلم بأن العادات الجارية بالمداومة فيها، تفوي الاخلاق المشاكلة لها، كما ان النظر في العلوم و المداومة على البحث عنها، و الدرس لها، و المذاكرة فيها، يقوي الحذق بها و الرسوخ فيها، وهكذا المداومة على استعمال الصنائع، و الدّؤوب فيها يقوي الحذق و الاستاذية فيها، و هكذا جميع الاخلاق و السجايا. و المثال في ذلك أن كثيرا من الصبيان اذا نشأوا مع الشجعان و الفرسان و أصحاب السلاح، و تربوا معهم، تطبعوا بأخلاقهم، و صاروا مثلهم، و هكذا أيضا كثير من الصبيان اذا نشأوا مع النساء و المخانيث و المعيوبين، و تربوا معهم تطبعوا بأخلاقهم، و صاروا مثلهم، ان لم يكن في كل الخلق ففي بعض."
هذه المقدمة مقتطفة من رسائل اخوان الصفاء ( مطلب في التربية)، و كانت في اعتقادنا مقدمة لازمة لما نحتاجه اليوم من من صفاء و تربية تحترم انسانية الانسان و ما به يكون الانسان كذلك، تربية تحترم اخرية الاخر و اختلافه بل و معارضته. اخترنا أن نقرأ على الوزير ما تيسر من حكم العمالقة الذين تتلمذ عنهم من علمنا كيف نقول للوزير لا بكل جرأة و تحد.
اعلم أيدك الله و ايانا بروح منه- ( و هذه أيضا للاخوان، و نقصد اخوان الصفاء .فقط للتوضيح كي لا يلفق لنا الوزير تهمة الترويج لأفكار جمعية غير مرخص لها، اذ التداخل واضح بين وزارته و وزارة التنفيذ)- اننا لا نعاني من أية أمراض معدية، لقد طلبنا لقاء مع حضرتك منذ اواخر الشهر الأخير من السنة الماضية، و حتى انفلونزا الطيور لم تظهر بعد في العالم و اعدنا الكرة سواء بمراسلتكم عبر القنوات الرسمية أو عبر الانترنت الا أنك لم تستجب. و بعد أن ظهر المرض القاتل ، تأكد أن بلادنا خالية تماما من أي فيروس- كما لا شك مازلت تتابع قناتنا الفضائية-
المهم كنا نطلب مقابلتك شخصيا و دون توسط لنفضح ما يحدث بوزارتك ، لاننا لسنا من دعاة الهروب الى الأمام، و نؤمن بأن المشاكل تحل عبر الحوار ما دمنا جميعا نجتمع على حب البلاد، و لا يستطيع احد أن يكذب ما نقول و رغم الصد الذي اعترضنا و منعنا من التعبير عن مشاغلنا، ها اننا نستغل ما توفر هذه التقنية العجيبة المسماة انترنت، و بواسطتها سيستمع الجميع راغبا أو مكرها.
ان الخروقات الحاصلة بوزارتك لا تليق بصورة بلادنا و مصداقية المناظرات الوطنية لهذا اضطررنا في هذه المراسلة الأولى الى ازالة ورقة التوت التي كانت الى حين تغطي بعضا من عورة.
اعلم أن الكاباس التي تتبجح بشفافيتها تباع في أروقة وزارتك بداية من ألفي دينار، و موظف يتحكم في مصير شباب أحبوا الدراسة و المعهد و لن يتنازلوا عنهما أبدا.
اعلم أن الكاباس التي يروج لها البعض و كأنها الحل السحري قد تمكّن من اجتيازها طلبة لم يحصلوا بعد على شهادة الاستاذية و هذا موثق عندنا سنكشفه للرأي العام كي نفضح ما يحاك من مؤامرة ضد شباب تونس المناضل. و على كل هذا لم يحدث في عهدك ، و لكن حدث في عهدك ما هو أخطر. حدث في عهدك أن تسرب من الأبواب الخلفية و التحق بالتدريس اعتبارا لولاء جهوي و قبلي و حزبي ... و بقدرة قادر أصبح استاذا دون أن يعرف مرارة البطالة الا لفترة العطلة الصيفية ، و بمجرد أن تحصل على الأستاذية في شهر جوان أصبح استاذا مباشرا في الخامس عشر من سبتمبر من نفس السنة. فأين الشفافية و المصداقية و الكفاءة التي يروج لها.
و حدث في عهدك كما لا شك تعرف و باشرافك تلاعب بمستقبلنا و حرماننا من التريس. حيث اجتزنا الامتحانا بكل اقتدار و كان من المفترض أن تكون أسمائنا على رأس قائمة الناجحين و الناجين من قوارب موت البطالة، الا أنك كنت وفياّ لمنهج الاقصاء و عدم الاعتراف باقتدارنا.
تعلمنا من النظريات الاجتماعية الحديثة و على خلفية تطور المنهج الجدلي من هيجل الى ماركس، أن الطريق الى حل المشكلات الاجتماعية يبدأ بخطوة أولى هي معرفة الجميع بالمشكل ثم مشاركة الجميع في صياغة الحل ثم تطبيق الحل بالعمل : هذا الثالوث يعرفه كل مطلع على على أدبيات المدرسة الوضيفية ( المشكل، الحل ، العمل).
يجب أن يعرف الجميع المشكل على حقيقته دون تزييف و سنساهم بقدر ما نعرف أن نجعل الناس يعرفون حقيقة المشكل المطروح، و زيف الصياغات التي شاركت فيها و روجت لها و سنعمل على امتداد الأشهر القادمة على فضح ما يحدث. هذا ان بقين نحن معطلون عن العمل و بقيت أنت وزيرا، لأن هذا في علم الغيب.
اعلم أن احد عمالقة الفلسفة القديمة فد قدّم استقالته من الاشراف على مهزلة الكاباس بعد أن تبين له أن مهمته تقتصر فقط على الامتحان أما الانتداب فهو مهمة اخرين يعملون في الظلام و بمقتضى التقارير الأمنية، استقالته تلك مقدمة في خمس صفحات لو عدت الى الأرشيف ستجدها و ستجد وصمة العار التي طبعت بها هذه المناظرة منذ البداية، ستكتشف أن السيد مراد المهدواني متحصل على 17 من 20 في امتحان الشفاهي الا أن اسمه لم يدرج ضمن قائمة الناجحين من اساتذة الفلسفة. و مراد الان مغترب في أمريكا بعد أن فقد الثقة في الامتحانات، و مسلسل الاسقاط المتعمد حصل معنا – كما لا شك تعرف- لهذا نقول ان ما تتحجج به من كفاءة ما هو في نظرنا الا حجة ساقطة ( من سقط يسقط ، تهاوى) و مردودة على من يلوكها، و السيد مراد ليس الا واحدا من عشرات.
اعلم اننا اصحاب حق و لن نتنازل لانه كما قرأنا عليك في المقدمة خالطنا عمالقة و رجال فكر دربوننا على قول لا و كشف الظلم و الجور و لهذا لن نكون الا كما نحن الان.
قبل أن نختم هذه الرسالة الأولى نعلمك اننا سنستمر في نهج التعريف بالمشكل الحقيقي و لكن في المرات القادمة سيكون ذلك بكشف أسماء المرتشين و من توسط في الرشوة. و ليتحمل كل مسؤولية ما فعلت يداه.
ختاما:
- سنضع على السافود كل المتامرين و المرتشين و لن نخشى لومة لائم.
- تحية لمن علمني أن التفلسف تدرب على الموت.
ملاحظة: استعمالنا لضمير الجمع نحن لا تدل الا على شخصنا نحن الاستاذ
محمد مومني المسقط عمدا من قائمة الناجحين نهائيا في مناظرة الكاباس.
للاتصال:
الهاتف: 21698990003
e- mail : mmoumnimh@yahoo.fr